حينما يتسلل الالم الى شرايين القلب

حينما تمشي معنا الاحزان على طول الدرب ..
حينما يتسلل الالم الى داخل شرايين القلب ..
فيتألم بهدوء بصمت لا يستطيع النطق ..
ومع هذا يرسم على الشفاه اجمل البسمات ..
يسمِع احلى الاحاديث والضحكات ..
فينظر له بعين حسد يا له من قلب سعيد ويحك الا تعرف الالم والآهات ..
فيعتصر الما وتزداد اتساع ابتسامته الحمد للذي خلق السموات ..
فيظهر القوه وهو من الداخل في اشد مراحل الضعف ..
فيتحول ما بداخله الى بركان يتاجج مع مرور الزمان ..
وحينما يتسلل الياس من هذه الحياة إلى الروح ..
فتمتليء بالطعون والجروح .. وتضيق عليها الارض بما رحبت ولا تعلم اين تذهب..
تشعر بالغربة وهي في وطنها وبين اهلها ..
تشعر بالوحشة والوحدة وهي بين حشود من البشر ..
اصبح الامان غريبا في عالمها والالفة عجيبة لها ..
وحين تحرم تلك الروح من الحب من الحنان ولا تجد من ترتمي بين احضانه وتبكي من قسوة الزمن ..
او حتى من تشكي اليه او من يأخذ كفها بين يديه . .
حين يسرق منها الامل ..
حين تفقد طعم الحياة وتشعر دوما بالملل .. حين تتمنى قرب الاجل .. ..

ولكن ماذا بعد .. ماذا بعد كل هذا ..
العمر يمضى وما من زاد .. والالم يزداد .. ورويدا رويدا يموت الفؤاد ..

لما يا ايها القلب لا تحاول بين تارة وتارة ان تهدا المك بما في النفس من ايمان ..
لما لا تقوى بما تكنه من آيات القرآن ..
لما تستسلم للاحزان .. لما لا تبعد عنك وساوس الشيطان ..
ابتسم كالشفاه ونادي يا رب يا الله يا رحيم يا رحمن ..
فرج ما بي وخفف المي فانت تعلم ما بي وما في الأكوان ..
...

ايتها الروح .. فلتقوي فالامل موجود كما للياس وجود ..
والارض واسعة والنور للقلب ممدود ..
و معنى الحب ليس له حدود ..
والفرج قريب كشدة الضيق ..
فاجعلي العلم على طول دربك رفيق ..
فمن المؤكد ان ينير لك ظلام الطريق ..

منقول