الحكومة أعربت عن استعدادها لنبش الجثة وتشريحها
الجدل يشتعل حول أسباب وفاة بوتو.. وباكستان ترفض تحقيقا دوليا
أنصار بوتو خلال تظاهرة حاشدة
إسلام آباد- وكالات
تصاعد السبت 29-12-2007 الجدل المشتعل حول أسباب وفاة رئيسة وزراء باكستان السابقة بينظير بوتو، واعلنت الحكومة الباكستانية انها مستعدة لنبش جثة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو لتحديد اسباب وفاتها اذا طلب حزبها ذلك، رافضة المساعدة الأجنبية للتحقيق في القضية.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية جواد شيما خلال مؤتمر صحافي "نحن مستعدون لنبش جثة بينظير بوتو للتحقيق اذا ما اراد حزبها ذلك".
واكد ان اعلان الحكومة بان وفاة بوتو سببها هجوم انتحاري الخميس, الامر الذي رفضه مساعدوها وانصارها, هو "وقائع بحتة ولا شيء سوى وقائع".
واضاف "الاهم ليس معرفة ما الذي قتلها, اكان رصاصة ام الانفجار ام شيء آخر, بل معرفة من الذي قتلها".
واكد المتحدث ان باكستان ليست بحاجة لمساعدة اجنبية في التحقيق في قضية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة والزعيمة المعارضة في هجوم انتحاري الخميس.
وكان شيما اعلن الجمعة ان بوتو قضت جراء ارتطام رأسها بمقبض فتحة سقف سيارتها وهي تحاول الاحتماء داخلها عند وقوع الانفجار, مؤكدا بانها لم تصب باي رصاصة او شظية.
وبسبب الشكوك السياسية والتخوف من تظاهرات جديدة بعد الاضطرابات التي اوقعت 33 قتيلا, يسود الغموض ايضا حول مصير الانتخابات التشريعية والمحلية المفترض اجراؤها في الثامن من يناير/كانون الثاني.
وقد نفى بيت الله محسود الذي يعتقد انه زعيم تنظيم القاعدة في باكستان ضلوعه في اغتيال رئيسة الوزراء السابقة الخميس كما كانت اتهمته الحكومة بالامس.
واعلن المتحدث باسمه المولى عمر السبت في اتصال هاتفي عبر الاقمار الاصطناعية ان محسود "ليس متورطا في هذا الاعتداء. انها مؤامرة من تدبير الحكومة والجيش واجهزة الاستخبارات" الباكستانية.
من جهة اخرى اكدت المتحدثة باسم بينظير بوتو السبت ان رئيسة الوزراء السابقة اصيبت برصاصة في رأسها, نافية بذلك رواية الحكومة.
وقالت شيري رحمن للوكالة "لاحظت انها مصابة بجرح ناتج عن رصاصة في الجزء الخلفي من رأسها وبجرح اخر ناتج عن خروج الرصاصة من الطرف الاخر من الرأس".
وكانت الحكومة اعلنت الجمعة انه تبين بعد تشريح جثة بوتو انها قضت في اصطدام رأسها بمقبض فتحة سقف سيارتها وهي تحاول الاحتماء داخلها عند وقوع الانفجار, مؤكدة انها لم تصب باي رصاصة او شظية.
وقد فتح الانتحاري النار على بوتو اثر مهرجان انتخابي في روالبندي بضاحية اسلام اباد قبل ان يفجر القنبلة التي كان يحملها مما ادى الى مقتل عشرين شخصا على الاقل.
ويتهم ناشطو حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه بينظير بوتو والحركة الرئيسية في المعارضة, نظام برويز مشرف بـ"قتلها" ولو بصورة غير مباشرة من خلال رفضه تأمين الحماية المناسبة لها فيما كانت تواجه تهديدات "واضحة".
وفي اليوم الثاني من الايام الثلاثة للحداد الوطني الذي اعلنه الرئيس مشرف تكريما لبوتو ما زالت المحلات التجارية ومخازن المواد الغذائية مغلقة في المدن الكبرى الاربع في باكستان, كراتشي ولاهور والمدينتين "التوأمتين" اسلام اباد وروالبندي.
وفي لاهور تظاهر حوالى عشرة الاف شخص اليوم مرددين شعارات معادية لمشرف ومؤيدة لبوتو. واحاطت اعداد غفيرة من رجال الشرطة المتظاهرين المتجمعين امام مسجد قديم في لاهور في اكبر تجمع منذ اغتيال بوتو, وهم يهتفون شعارات معادية للحزب الحاكم ويرددون "مشرف ارحل".
وقد اتهمت الحكومة بوضوح تنظيم القاعدة بمسؤولية الهجوم على بوتو كما حصل في 18 اكتوبر/تشرين الاول.
واكدت وزارة الداخلية ان اجهزة الاستخبارات رصدت اتصالا هاتفيا هنأ فيه بيت الله محسود احد رجاله بعد الهجوم واشارت الى المكان الذي كان يتواجد فيه في المناطق القبلية بشمال غرب باكستان.
وفي هذا المجال تعتبر واشنطن ان القاعدة وعناصر طالبان الافغان اعادوا تشكيل قواهم بفضل دعم القبائل الباكستانية المتشددة ومنها عشيرة محسود.
وكان المتحدث باسم الوزارة جواد شيما قال ان هناك "دليلا قاطعا" على ان شبكة اسامة بن لادن "تسعى الى زعزعة الاستقرار في باكستان".
الى ذلك اعلنت اللجنة الانتخابية الباكستانية السبت ان اعمال العنف التي تلت اغتيال بوتو "اضرت" بالعملية الانتخابية, قبل ان تعقد اجتماعا طارئا الاثنين تبحث فيه الانتخابات التشريعية. واللجنة الانتخابية مخولة مبدئيا البت في امكانية تاجيل او الغاء الانتخابات.
وكان مسؤول حكومي صرح الجمعة ان الحكومة لم تتخذ بعد قرارها في ما يتعلق بتأجيل محتمل للانتخابات المرتقبة في الثامن من يناير/كانون الثاني.
واعلن مسؤول في حزب الشعب الباكستاني المعارض الذي كانت تتزعمه بوتو, ان الحزب سيقرر الاحد ما اذا كان سيشارك في الانتخابات.
وقتل 24 شخصا على الاقل في السند حيث انتشر نحو 16 الف جندي من القوات شبه العسكرية منهم 10 الاف في كراتشي فقط. ولا يجرؤ احد على الخروج الى الشوارع في المدينة الساحلية الجنوبية الكبيرة فيما يجازف بعض السائقين القلائل بقيادة سياراتهم بسرعة جنونية بدون توقف.
وقد عبرت الولايات المتحدة التي تعتبر اسلام اباد حليفتها الرئيسية في "حربها العالمية على الارهاب" ثقتها بان الترسانة النووية في هذه الجمهورية الاسلامية التي تعد 160 مليون نسمة, في مأمن ولا خوف عليها من السقوط في ايدي المتطرفين في الوقت الحالي.
وجمع الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة مجلس الامن القومي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة لبحث الوضع في باكستان بعد اغتيال بينظير بوتو كما اعلن البيت الابيض.
واعلن مسؤول في حلف شمال الاطلسي الجمعة ان الحلف لا يفكر في تغيير سياسته في افغانستان بعد اغتيال بوتو لكنه يأمل في الا يتأثر "تعاونه الجيد" مع باكستان لضبط الحدود المشتركة بين البلدين بذلك.
وقال هذا المسؤول ردا على سؤال حول نتائج الاعتداء على انتشار القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) بقيادة الحلف الاطلسي في افغانستان والتي تعد نحو 40 الف جندي من 39 بلدا, "ان الوضع في باكستان غير مستقر ومن المستحيل توقع ما سيحصل".
واعلنت بولندا الجمعة انها ستعزز قوتها بنسبة الثلث في افغانستان ليرتفع عديدها الى 1600 جندي بسبب "عدم استقرار الوضع" في باكستان
منقول